سرالأسرارونورالأنوار
للدكتور.علي عمر
ليس في هذا العنوان لغز محير، أوسرغامض وإنماهوموضوع مهم عن أمر يعد من لن وقلب كل عمل وأساس وقاعده ألا وهوالذي تقبل به الأعمال وبعدمه تحبط وإن وجدت الصور والأشكال إنه بمثابة الروح لجسد إنه"الإخلاص" وماأدراك ماالإخلاص لايدانيه شيئ في أهميته ولايماثله شيئ في عظمته وهوشديد الخفاء لايكاد يعلم به أحد شديد الإلتباس فمن هنا سرالأسرار ونحن في زمن كسد فيه الإخلاص وراج فيه الرياء ونحن في عصر تحولت المداراة إلى مراءاة وانعدمت أوقلت فيه المجاهده وزادت وعظمت فيه المراهنه وخفي على كثيرمن الناس هذا السرالعظيم وانطمس في قلوبهم هذا النور الباهر. الإخلاص هوالسرالخفي لأنه لايظهرفي النادرمن فلتات اللسان وأحياناقدتشيرإليه قشمات الوجه وفيمالايفطن له المرء ولايحس به ولايشعربأثره بل يظنه خيراأويحسبه مماينال به أجراقال تعالى:"الذين ضل سعيهم في الحياة الدنياوهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"صدق الله العظيم
ذكرأهل العلم في تعريف الإخلاص مايكشف عن دقة خفائه وعظمة سره في النفس الإنسانية ويبين مايدل على أنه لايطلع الارب الأرباب جل وعلا وربمايخفي على صاحبه ولايكاد يعرفه أويحس به وهذه جوله مع تعريفات مختلفه للعلماء يقول الهروي عن الإخلاص :'إنه تصفية العمل من كل شوب'ومن هم من قال:'هوتصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين'
ومن كلام الجنيد أنه قال:'الإخلاص سربين الله وعبده لايعلمه ملك يكتنه ولاشيطان فيفسده ولاهوى فيميله'
وقال بعضهم :'الإخلاص ألاتطلب على عملك شاهدغيرالله ولامجازي سواه' وأيضاقيل في تعريفه:'الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق'
أهمية الإخلاص:
ذكربعض أهل العلم أن الدنياجهل وموت إلاالعلم والعلم كله حجه على صاحبه إلاالعمل به والعمل كله هباء إلاالإخلاص وقال آخرون:'الناس كلهم هلكى إلاالعاملون والعاملون كلهم هلكى إلاالمخلصون والمخلصون على خطرعظيم'
قال تعالى:"وقدمناعلى ماعملوامن عمل فجعلناه هباءا منثورا"صدق الله العظيم
وقال أفضل عليه أفضل الصلاة والسلام :"يايهاالناس إياكم وشرك السرائرقالويارسول وماشرك السرائر؟
قال:يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدالمايرى من نظرالناس إليه فذلك شرك السرائر"رواه إبن خزيمه
وعن زيدإبن أسلمه رضي الله عنه عن أبيه أن عمرخرج إلى المسجدفوجدمعاذعند قبرالمصطفى (ص) يبكي فقال:مايبكيك ؟قال:حديث سمعته من رسول الله(ص)قال:اليسيرمن الرياءشرك ومن عادى أولياء الله فقدبارزالله بالمحاربه إن الله يحب الأبرارالأتقياء الأنقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروالم يعرفوا،قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراءمظلمه" أخرجه الحاكم